لماذا انا مسلم؟ ولست من اتباع دين اخر؟

مقال نشر عام 2004 في مجلة الحوار العراقية

شغفت بالقراءة في سن 10 سنوات، ولم يكن لدي رقيب يفلتر عليَ ما اقرا، فقرات كل شيء، الى جانب الاسماء الادبية اللامعة مثل؛ اجاثا كرستي، وارنست همنغواي، ودستوفسكي، ونجيب محفوظ، ونجيب الكيلاني…الخ قرات كذلك؛ لسارتر، وماركس، وميشيل عفلق، وسيد قطب، والغزالي، ومحمد صادق الصدر، وابن رشد، و و و و و الخ.

من هنا نشأت صاحب عقل متحرر، فصرت ابحث عن الحقيقة بنفسي، لم أرضى ان اكون مسلما تبعا لوالدي في الجنسية، فقرات عن الاسلام، في كتب التصوف، والفلسفة، وفي كتب السلفية، وقرات الافكار الالحادية.

وبحثت عن الله، فوجدته متجسدا في الكون، والافلاك، والنظام الدقيق للحياة، الذي لا تخامره عشر معشار درجة من الخطا.

الامريكان حين أرسلوا مركبة للمريخ كرسوا ثلاث سنوات متواصلة لحساب المسافة، وملائمة الجو، ووضع الابحار في الفضاء، وزاوية الانطلاق، وزاوية الهبوط؛ ووقته، والجاذبية، والحرارة وووووووووووووووووو، امر معقد لو تقرئون عنه تصدمون للجهد المبذول، لانهم يدركون ان معشار درجة من الخطا في الحساب تعني انهيار كامل المشروع الذي كلف كذا مليار دولار!..

فماذا عن الكون الفسيح العظيم المترامي الاطراف؟ ماذا لو قربت الشمس من الارض متر واحد؟ ماذا لو ابتعدت عنها متر واحد؟ ماذا لو اقترب القمر من الارض متر واحد؟ ماذا لو ابتعد عنها متر واحد؟.

ماذا لو ابتعدنا في النظام الكوني العجيب الغريب الذي لم يتمكن الانسان فيه من مغادرة المجموعة الشمسية! اقصى مكان وصل اليه القمر! اما الكون المترامي البعييييييييييييد فلم يصل اليه الا بالمناظير وانعكاسات الضوء.

تصوروا ان أقرب نجم للمجموعة الشمسية لو ذهبنا اليه بسيارة تمشي بسرعة 100كم في الساعة، سنصل اليه بعد مليون سنة إذا مشينا دون توقف!!! فمن نظم حركة هذه الافلاك؟ ومن وضع مدارات النجوم حول بعضها؟ انه الله.

إذا كان الله صانع كل هذه الابداعات؛ وبموجبها صح وجوده عقلا، فهناك معضلة أخرى أمام العقل والمنطق؟ فالكل يدعي الصلة به، الاسلام، اليهود، المسيحية وووووالخ فلماذا اكون مسلم وليس مسيحي مثلا؟ بحثت عن هذا السؤال ايضا بعد ان امنت بالله، فتوصلت بعقلي الحر الى نظرية مفادها…

إذا كان الله بهذه القدرة، والعظمة، والجلال، والبهاء، والكمال، والرفعة، فلابد ان يكون ذاتا متفردة لا تشبه اي ذات اخرى، لايمكن ان ينزل الله ليتمشى على الكورنيش مع حبيبته! لايمكن ان يكون مثلي يذهب للحمام! لايمكن ان يحاتج لممارسة الجنس!.

إذا كان لديه ابن ولم ينجح في الدفاع عنه حين ذبح ذبح النعاج فهو لا يستحق ان يكون إلهي! فانا في حياتي لا احترم انسان يقف عاجزا عن الدفاع عن ابنه، فكيف اعبد من لم يتمكن من الدفاع عن ابنه! وإذا حقا هو أرسل ابنه ليقتل ويراق دمه فيمحوا ذنوب الناس فهو إله يستحق الشفقة! لانه عجز عن ايجاد وسيلة راقية رقي ذاته ليمحو بها خطايا الناس.

لم أجد فيما قرات الها راقيا رقي إله الاسلام، الله، الذي ليس كمثله شي وهو السميع العليم، رفض الاسلام ان تكون ذاتا غير ذات الله تساويه في العظمة والبهاء والجلاء والهيبة، ولا حتى النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم.

حين قرات القران وجدته يثبت انسانية محمد من خلال نصوص فيها عتاب، تصويب، كلام شديد اللهجة! وهذا الكلام يرفضه البعض مني وربما يكفرني البعض الآخر عليه، على سبيل المثال لو قلت لهذا البعض هل تتصور ان النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم يخشى الناس أكثر من الله، لهب في وجهي وقتلني بعد ان يكفرني! بينما القران يقول له:

(وتخشى الناس والله احق ان تخشاه) كان باستطاعة محمد صلى الله عليه وسلم ان يخفي هذا النص عن الناس الذي فيه ما فيه بخصوصه، لكنه مؤتمن.

 ورايت ان الحكمة من هذا والله اعلم أن (الله) تعالى انما اراد في عدة مواضع ان يحصن النبي عن مقام الآله، فتبقى ذات الله مصونة عن الشبيه والمثيل، فاذا زار الانسان قبر (محمد) صلى الله عليه وسلم لايحصل على غفران الذنوب، لكنه إذا طاف ببيت الله الحرام هناك تحصل المغفرة، بل ان زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لاتجب على المسلم في اي وقت من عمره!!!.

لذلك دخلت الاسلام وامنت بالهه (الله) عن قناعة حين بلغت من العمر 20 سنة، ولازال عقلي الحر قابل للنقاش والمراجعة في الامر، إذا وجدت من يقنعني بالعلم، والمنطق ان الكون لايحتاج الى موجد، فساتوقف عن هذا الايمان!

واترك الاسلام إذا وجدت الها أجمل وأعظم وارق وأنبل من الله الذي احبه واعبده واواليه ليس لاجل الجنة والنار فقط، بل لانه إله عظيم يستحق العبادة، واشعر بالفخر حين اكون عبدا له.

ووما زادني شرفا وفخــــــــرا  … وكدت بأخمصي اطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي .. وان صيرت احمد لــــــــــي نبيا

Scroll to Top