أردوغان يطلق تصريحات نارية تجاه نظام الأسد وينذر بتغيير المعادلات الميدانية

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح أمس الأربعاء، تصريحات نارية تجاه نظام بشار الأسد الحاكم في سوريا، تعليقاً على تقدم قواته باتجاه مدينة إدلب، إذ باتت على مسافة 8 كيلومتر عنها، بعد السيطرة على قرية النيرب شرق المدينة.

وأمهل أردوغان النظام حتى يوم غد الجمعة، للانسحاب من كل المناطق المحيطة بنقاط المراقبة التركية، في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وأشار إلى أنه سيتم نصب منظومة صواريخ “حصار إيه” وهي منظومة دفاع جوية قصيرة المدى تركية الصنع، على الحدود السورية.

تباين روسي تركي

ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس التركي تعكس تبايناً في المواقف بين أنقرة وموسكو، ضمن ملفات عدة داخل سورية وخارجها، بعد التطورات الميدانية الأخيرة، وهو ما يلقي بضلاله على مشهد التطورات الميدانية.

وفتحت تصريحات أردوغان الباب أمام احتمال حدوث تغيير كبير في مجريات الواقع الميداني وخرائط السيطرة، بعد يومين من تبادل القصف بين القوات التركية وقوات النظام في محيط سراقب، ما أدى إلى مقتل 7 جنود أتراك، و76 من جنود النظام، بحسب الإحصائيات التركية.

وأمهل أردوغان نظام الأسد حتى نهاية شهر شباط/ فبراير الجاري، لسحب قواته خلف نقاط المراقبة التركية، محذراً من أن قوات بلاده ستضطر إلى إجبارها على ذلك.

وتابع بالقول: إن “كان من غير الممكن ضمان أمن جنودنا في إدلب، فإنه لا يمكن لأحد الاعتراض على استخدام حقنا في القيام بذلك بأنفسنا، وعندما سيتعرض جنودنا أو حلفاؤنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ومن دون سابق إنذار، وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم”.

واعتبر أردوغان: أن “الهجوم على جنودنا في إدلب بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لتركيا في سورية”، مشيراً إلى أنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “يتوجب على النظام السوري الانسحاب من حدود اتفاق سوتشي، وإن لم ينسحب فإن تركيا ستتكفل بذلك”.

تطورات ميدانية

وشهدت الساعات الـ24 الماضية تطورات ميدانية متسارعة في محيط مدينة إدلب السورية الواقعة قرب الحدود التركية، حيث باتت قوات نظام الأسد تساندها مليشيات شيعية، على مشارف مدينتي سرمين وسراقب، وبدأت تمهد بتكثيف إطلاق النار براً وجواً للسيطرة عليهما، ضمن استراتيجية النظام المتبعة بتطويق المدن التي ينوي السيطرة عليها في طريق تقدمه.

وتكمن أهمية مدينة سراقب في وقوعها على تقاطع الطريقين الدوليين حلب ــ اللاذقية (أم 4) وحلب ــ دمشق (أم 5)، وسيطرته عليها تعني وضع قوات النظام قدمها على طريق حلب اللاذقية، والسيطرة على معسكر الشبيبة قربها، وهو ما يجعل الطريق أمام قوات النظام ممهداً للوصول إلى معسكر معمل القرميد، ومن ثم التمدد أكثر باتجاه الغرب للسيطرة على معسكر المسطومة، وكانت المعارضة السورية قد دحرت قوات النظام في هذه المعسكرات في معارك عام 2015، حين كانت قوات النظام تتحصن فيها، وتتخذها منطلقاً للأرتال وقوات الهجوم إلى كافة أرجاء المحافظة.

وبالتزامن مع هذه التطورات أرسل الجيش التركي، تعزيزات كبيرة إلى ولاية هاتاي على الحدود مع محافظة إدلب السورية، حيث وصلت قطعات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة، ودبابات، ومدافع، وعربات عسكرية مختلفة، وسبق ذلك إرسال تعزيزات كبيرة الاثنين الماضي، إلى النقاط التركية المنتشرة في ريفي إدلب وحلب، ويرى محللون أن التحركات التركية العسكرية، والتصريحات السياسية تعتبر مؤشراً على جدية أنقرة لتغيير سياستها المبنية على الصبر والتوافق مع روسيا فيما يخص ملف إدلب، واتباع سياسة مختلفة في مقدمتها الخيار العسكري القائم على القوة والردع.

موقف أمريكي مساند

الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر لاعباً حيوياً في الملف السوري، وكان لافتاً دعمها للموقف التركي في الأزمة الأخيرة التي اندلعت بعد مقتل جنود أتراك بنيران قوات نظام الأسد.

حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول أمس الثلاثاء، إدانة بلاده للاعتداءات المستمرة وغير المبررة والقاسية على المدنيين في إدلب من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله.

واعتبر بومبيو: “الهجوم على نقاط المراقبة التركية من قبل قوات نظام الأسد تصعيداً خطيراً”، مؤكداً على “وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها في حلف شمال الأطلسي في أعقاب الهجوم الذي أدى إلى مقتل العديد من الجنود الأتراك الذين يعملون في نقطة مراقبة التي تستخدم للتنسيق وتخفيف التصعيد”.

واضاف أن بلاده تدعم “تركيا في إجراءات الدفاع عن النفس المبررة، وكبح جماح النظام وحلفائه لإيقاف الهجمات البربرية”.

من جهته قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، أمس الأربعاء، إن بلاده “تشعر بقلق بالغ” إزاء الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية بدعم من روسيا في إدلب، وطالب موسكو مجدداً بوقفه.

وأضاف: “لا نرى ضلوع الروس وحسب في دعم الهجوم السوري، بل أيضا الإيرانيين وحزب الله، ولا نعلم إن كان الهجوم يهدف للسيطرة على الطريق (إم4) (إم5) فحسب، أم سيستمر لأبعد من هذا”، في إشارة إلى الطرق الاستراتيجية السريعة التي تربط حلب بحماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط.

وقال جيفري: إن “بإمكان موسكو أن تغير سياساتها وتلبي متطلبات المجتمع الدولي دون الإطاحة بالأسد، وتلك المتطلبات ليست خارقة، هي تتطلب تغيراً في سلوك الحكومة السورية، التي ما كانت لتبقى أسبوعاً واحداً لولا الدعم الروسي”.

يشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دعت لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، لبحث تطورات الوضع في إدلب.

هذا التقرير ارسلته لمجلة المجتمع الكويتية حين كنت اعمل محررا ومراسلا عن بعد، لكن تم نشره باسم شخص ثاني دون أن اعرف الاسباب، يمكن الاطلا على التقرير عبر الرابط 👉

اقْرَأ لي كذلك

https://mohammadsadk.com/تأملات-في-سورة-الكهف-لا-أحد-فوق-التأدي/https://mohammadsadk.com/دروس-سورة-الكهف-تكرارها-يملئ-القلب-طمأ/

Scroll to Top